لماذا نلوم الحضري ولا نلوم جوزيه؟

الجميع قد صب وابل غضبه على عصام الحضري في واقعة سفره الأخيرة آملا في تحقيق ما يتمناه كل لاعب بالإحتراف في الأندية الأوروبية
الجميع قد اتهم الحضري بالخيانة والهروب وخذلانه لجماهيره وناديه، ولكن هل وضعتم أنفسكم محل أفضل حارس مرمى بأفريقيا لبطولتين متتاليتين، وحصن الأهلي المتين في مشوار حصده للبطولات الأخيرة، بالإضافة إلى المنتخب المصري خلال الأعوام القليلة الماضية، وأحد اهم أسباب فرحة الجماهير المصرية حاليا.
لماذا لم نتساءل عن السبب الذي يدفع لاعبا في شعبية وجماهيرية الحضري في أن يقدم على الرحيل بتلك الصورة من أفضل الأندية الأفريقية إن لم يكن أفضلهم، للعب ضمن نادي يصارع الهبوط بالدوري السويسري.
لقد هاج الجميع وانفعل بسبب فعلة الحضري مهاجمين الأخير الذي ترك ناديه يواجه مصيره بالدوري المحلي ودوري أبطال أفريقيا بحارس إحتياطي وآخر ناشيء، ولكن هل الحضري هو السبب الرئيسي في تلك الأزمة؟.
أم أن إصرار البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للفريق الأول بالنادي الأهلي على اللعب بتشكيلة ثابتة طوال الأعوام الماضية، لا تتغير إلا في حالات الإيقاف والإصابات التي تلحق باللاعبين المجهدين من كثرة الاعتماد عليهم، على الرغم من امتلاء دكة البدلاء باللاعبين الممتازين والذي يفقدهم قلة احتكاكهم في المباريات ما يأمله الأهلي في الحفاظ على سجله وتاريخه.
ما الذي أخر مشاركة أمير عبد الحميد في المباريات وإعطائه الثقة اللازمة لتمثيل القلعة الحمراء التي لا ينبغي كي تبقى على ما عودت عليه الجماهير، تلعب بأوراق ثابتة متناسية طبيعة الحياة ودور التغيير من وقت لآخر في الحفاظ على تطور الأداء وارتقائه من أجل الحفاظ على القمة.
إذا لم لا نلوم جوزيه على إصراره اللعب بمجموعة من اللاعبين الذين تنهال عليهم عقود الاحتراف لولا إصرار البرتغالي في الإعتماد فقط عليهم ليظل اللاعبون لا يعلمون هل تفانيهم في خدمة "الفانلة الحمراء" هو أمر جيد لمستقبلهم الكروي أم هو تجديد إجباري لعقودهم بالنادي الأهلي الذي لن تقبل جماهيره باحترافهم واحتكاكهم بالكرة الأوروبية بما سيعود بالنفع على المنتخب الوطني الذي هو أساس وجود الأندية المحلية.
وبالعودة إلى أزمة سفر الحضري وتصريحه بأنه قد سبق وعرض عليه الإحتراف بأحد الأندية التركية عام 2006 عندما كان سنه 33 عاما، وجاء رأي النادي الأهلي بأن يؤجل أمر إحترافه عاما آخرا ليزداد ثمنه، ليجد الأخير أن القطار الأوروبي لم يكن متوافقا مع رؤية ناديه، فهل يأخذ اللاعب بذلك الرأي مجددا وهو في الـ35 من عمره.
وما الذي أدى إلى أن يلجأ اللاعب إلى فسخ تعاقده مع إدارة ناديه على الرغم من وجود مفاوضات جدية من النادي السويسري لضم اللاعب الذي أبدى رغبته في الرحيل بالطرق الشرعية؟
أسئلة أطرحها على زوارنا الكرام آملا ان يكون النقاش بموضوعية، ولنضع العاطفة جانبا فمن منا لا يأمل في ما هو أفضل له ولمستقبله، كما أرجوا أن لا ننسى من هو عصام الحضري، وما قدمه الحارس الأمين للنادي الأهلي والمنتخب المصري.