وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي )) رواه الترمذي وقال : حديث حسن وصحيح.
وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
(البخيل) أي كامل البخل
(من ذكرت عنده فلم يصل علي) لأنه بامتناعه من الصلاة عليه قد شح وامتنع من أداء حق يتعين عليه أداؤه امتثالا للأمر , ولما فيه من مكافأة جزئية لمن كان سببا في سعادته الأبدية , بل في الحقيقة إنما شح وبخل عن نفسه ومنعها أن يصل إليها عطاء عظيم ممن يعطي بلا حساب ولا تنقص خزائنه بالعطاء , فبهذا الشح تفوته تلك الكنوز التي لولاه لكان يكتالها بالمكيال الأوفى من غير أدني مشقة فلا أبخل من هذا كما يومئ إليه الحديث .
وعنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام )) رواه أبو داود بإسناد صحيح .
وعنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
(ما من أحد) أي من مكلفي الأنس والجن , ويحتمل قصره علي الأول
(يسلم علي إلا رد الله علي روحي) أي نطقي للنصوص والإجماع علي أنه صلى الله عليه و سلم حي في قبره علي الدوام
(حتى أرد عليه السلام) يحتمل انه رد معنوي لاشتغال روحه الشريفة بشهود الحضرة الإلهية والملأ الأعلى عن هذا العالم فإذا سلم عليه أقبلت روحه الشريفة إلي هذا العالم ليدرك سلام من يسلم عليه وليرد عليه , والحاصل أن روحه المقدسة كانت مستغرقة في شهود الحضرة الإلهية , لكنها عند السلام عليه ترد من تلك الحال للرد علي المسلم عليه من غير أن تشتغل عما كانت فيه .