بسم الله الرحمن الرحيم
سوف ابدأ حكايتي من صيف عام 1966 م وفي الإجازة الصيفية ... فقد فكرت أن أقوم برحلة بالدراجة – وأسمها في مصر البيسيكليت، وفي الخليج السيكل - أدور فيها حول وخلال مصر، بحيث أبدأ من مدينتي الجميلة الإسكندرية ثم إلى القاهرة ثم السويس نزولا إلى شواطئ البحر الأحمر ثم إلى الوادي مرة أخرى لأزور الأقصر وأسوان ثم العودة عن طريق الوادي إلى الإسكندرية 0 و قد سبق لي القيام بمثل هذه الرحلات ولكن كانت أقصى مسافة هى من الاسكندرية الى القاهرة والعودة ، وكان من الضروري أن استأذن من الكلية، حيث أنني طالب في كلية عسكرية، فجهزت الخريطة التي توضح مساري خلال الرحلة وتوجهت إلى ضابط النشاط الذي أعجبته الفكرة للغاية، ووعدني بمنحي درجات من النشاط ، بل بدأ في الاتصال على الوحدات العسكرية التي سأقوم بالمرور عليها أثناء الرحلة لتأمن لي المبيت والإعاشة والحماية، ولكن أثناء هذه الرتيبات التفت إلى وسألني أنت في سنه كام يا طالب، فقلت أنا ناجح ومنقول من السنة الثانية إلى السنة الثالثة يا أفندم ...... فوثب كمن لدغه عقرب و التفت إلى صارخاً ماذا ؟؟؟؟؟ أنت بتستهبل يا طالب دراجة إيه وتلف حولين البلد إيه ؟ انتم مسافرين الأسبوع القادم إلى أوربا، هو محدش قال لك ؟ عاوز تسيب رحلة أوربا بالسفينة وتلف بالدراجة أما صحيح.......
كانت رحلة جميلة على السفينة عابدة 3، وكانت دفعتي تتكون من الطلبة المصريين، و خمسة من الطلبة الجزائريين، وخمسة من الطلبة الصوماليين، وعشرون من الطلبة العراقيين، و لقد زرنا أولا ميناء الجزائر العاصمة ومكثنا هناك أسبوع استضافنا خلاله الجزائريين وأكرمونا، ثم إلى ايطاليا حيث أمضينا أسبوع أخر في نابولي، ثم إلى اليونان لخمسة أيام بميناء ببريه ثم الختام المسك في بيروت لمدة أسبوع.. وأه من بيروت وجمالها – ده عام 1966 يعنى من أربعين سنه – المهم ورجعنا قبل الدراسة.
وكانت السنة الثالثة هي السنة النهائية وقتها ومضت كأي عام دراسي أخر. حتى أول ابريل حيث جاءت البشرى برحلة بحرية أخرى إلى أوربا ، نفس الدول بالإضافة إلى أسبانيا و فرنسا . وآهههه من الكلام يا بختكم رحلتين لأوروبا إيه الحظ ده ، ونق وعين تفلق الحجر ، وشوفوا اللي حصل .....
انتهت الامتحانات في الأسبوع الأول من مايو و تجهزنا للرحلة،
وفي يوم 15 مايو 1967م تم اجتماعنا في ميدان الكلية ومعنا حقائبنا للتوجه إلى السفن، وهذه المرة لن تكون السفينة عابدة بل تم تقسيمنا على مدمرتين من سفن الأسطول البحري....... ولكن طال الانتظار وإذا الأوامر تقول ارجعوا بالشنط إلى حجراتكم فقد ألغيت الرحلة و تم رفع درجة استعداد القوات المسلحة للحرب مع إسرائيل و كانت حرب الأيام الستة والهزيمة والعار والتي سنحكي عنها في المرة القادمة,