((وَالْفَجْرِ))، أي قسماً بالفجر، وهو انفجار الصبح قبل طلوع الشمس، فإن النظر يظهر ممتدا في جانب المشرق قبل ساعة ونصف من الطلوع.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الفجر
2
((وَلَيَالٍ عَشْرٍ))، أي قسما بالليالي العشر من ذي الحجة - على ما ذكروا - وكان الحلف هنا بما ينشأ منه الخير، فإن الفجر ينشأ منه الضياء، وهذه الليالي محل الأعمال والطاعات.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الفجر
3
((وَ)) قسماً بـ((الشَّفْعِ)) ركعتا صلاة الليل، ((وَالْوَتْرِ)) الركعة الأخيرة منها، أو الشفع يوم تروية، والوتر يوم عرفة - كما روي.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الفجر
4
((وَ)) قسماً بـ((اللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ))، أي يمضي، كقوله "والليل إذا أدبر"، وأصله "يسري" حذف الياء للسياق، والمقسم له محذوف، تقديره لنعاقب الكفار، دل عليه قوله "ألم تر..."
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الفجر
5
((هَلْ فِي ذَلِكَ)) الذي تقدم من الإيمان ((قَسَمٌ)) يكن ((لِّذِي حِجْرٍ))، أي ذي عقل؟ فإن "الحجر" من أسماء العقل، سمى بذلك لأنه يحجر صاحبه عن الإتيان بما لا يليق به، والاستفهام للتأنيب، بمعنى كيف لا تصدقون بما نقول بعد هذا الإيمان.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الفجر
6
((أَلَمْ تَرَ)) يا رسول الله أو أيها السامع، والمراد بالرؤية العلم، أي ألم تعلم ((كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ))، أي بقبيلة عاد؟
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الفجر
7
((إِرَمَ)) عطف بيان لـ"عاد"، وهي اسم أرض بنَتْ عاد عليها أبنية فخمة جميلة، وإنما مع أن تكون "إرم" عطف بيان، لأن "عاداً" اسم لقبيلتين "عاد" الأولى و"عاد" الثانية، فالأولى كانت صاحبة "إرم" والتقدير "عاد إرم"، وهذا كما تقول "مررت ببني هاشم المدينة المنورة"، ((ذَاتِ الْعِمَادِ)) جمعه عمد، أي أبنية: إرم التي كانت لها أعمدة، ويستعمل العماد في القوة والشرف، يقال "فلان رفيع العماد." فقد قالوا إن "شداد" من أبناء "عاد" توسع سلطانه، وعظم أمره، وكان كافرا بالله، فسمع بالجنة وأوصافها، فقال نبني في الأرض مثلها، فبناها في "إرم" وسميت بهذا الاسم، وكانت عظيمة فخمة جميلة ذات قصير وحدائق وأثاث ورياش، فلما أن أراد هو وقومه وجيشه دخولها أهلكهم الله سبحانه، بأن بعث عليهم صيحة عظيمة فهلكوا جميعا.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الفجر
8
((الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا))، أي مثل قبيلة عاد في القوة والثروة وما أشبه، أو مثل "إرم" في الفخامة والضخامة والجمال، ((فِي الْبِلَادِ)) والظاهر أن المراد عدم خلق مثلها في تلك الأزمنة لا مطلقا.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الفجر
9
((وَ)) ألم تر كيف فعل ربك بـ((ثَمُودَ)) قوم صالح ((الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ))، أي قطعوا الصخور من الجبال، وجاؤوا بها ((بِالْوَادِ))، أي وادي قرى، وهو مسكنهم فبنوا بها البيوت الصخرية؟
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الفجر
10
((وَ)) ألم تر كيف فعل ربك بـ((فِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ))، جمع "وتد" الذي كان يَدُق في جسم المجرم لديه الوتد، ويذره حتى يموت - كما قيل - والمراد به فرعون موسى "عليه السلام"، وقد مثل الله سبحانه بأقوى الأمم في زمانهم ليبين أنهم حيث عتوا وخالفوا أوامر الله سبحانه أهلكهم سبحانه ولم تنفعهم قوتهم شيئا ومصير هؤلاء الكفار الذين هم أضعف من أولئك مصير أولئك - لو تمادوا في الكفر والطغيان.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الفجر
11
((الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ)) أي تجبروا على أنبياء الله، عملوا بالكفر والمعاصي.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الفجر
12
((فَأَكْثَرُوا فِيهَا))، أي في البلاد ((الْفَسَادَ)) بالقتل والفجور وغيرهما.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الفجر
13
((فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ))، وإنما عبر عن العذاب بالسوط لشدة إيلامه، ونسب إليه الصب لأن السوط حيث فيه لين يأتي إلى الجسم تدريجياً مشابهاً للصب الذي يأتي على الجسم بالتدريج، وفي هذا التعبير من البلاغة ما لا يخفى.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الفجر
14
((إِنَّ رَبَّكَ)) يا رسول الله ((لَبِالْمِرْصَادِ))، هو المحل الذي يجلس الإنسان ليرصد ويراقب أحوال غيره من حيث لا يرونه، وهذا كناية عن أنه سبحانه مطلع على الناس، فمن كفر وأساء مراقب من قبله تعالى، لا يفوته.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الفجر
15
وهكذا يطغي الإنسان - ليكون له ذلك المصير- إذا لم يسترشد بإرشادات الله تعالى، ((فَأَمَّا الْإِنسَانُ))، والمراد به الذي لم يهتد بنشر الإيمان ((إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ))، أي امتحنه واختبره، و"ما" مزيدة جيئت للتأكيد، ولعل النكتة في زيادتها الإلماع إلى أن "ابتلاءه" ليس بابتلاء حقيقة، وإنما هو شيء طفيف يصيبه ومع ذلك لا ينجـح في الامتحان، ((فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ)) بأن جعل له مكانا كريما ذا شرافة، ونعمة وافرة، ليختبره هل يعمل بوظيفته في الثروة والجاه أم لا؟ ((فَـ)) يفرح بذلك ويظنه ثوابا له وجزاء على عمله، وإنه باستحقاق أوتي ما أوتي، و((يَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ)) حذفت الياء تخفيفا، أي أن هذا لكرامتي على الله، ولا يعتبره امتحانا.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الفجر
16
((وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ))، أي امتحنه الله سبحانه بالفقر والضعة ((فَقَدَرَ))، أي ضيق ((عَلَيْهِ))، أي على الإنسان ((رِزْقَهُ)) فجعله فقيراً مملقاً ((فَـ)) يحزن لذلك ويظن أن ذلك هوان من الله عليه، و((يَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ))، أي أهانني، ولا يعتبر ذلك ابتلاء، وهذا بخلاف الإنسان المؤمن الذي يرى كل شيء يصيبه اختباراً وامتحاناً، فيخاف من النعمة لئلا يعصي الله فيها فلا يشكره، ولا يحزن من الفقر لأنه يعتبره امتحانا له إن صبر كان رفعاً لدرجته.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الفجر
17
((كَلَّا)) ليس الأمر كما ظن هذا الإنسان، فإن التنعيم ليس لكرامة، والإفقار ليس لإهانة، بل كل ذلك مختلف، والمجموع للابتلاء والاختبار، ((بَل)) إنهم غافلون عن حكمة الإعطاء والمنع ذاهلون أن كل ذلك للابتلاء، ولذا لا يقومون بواجب العطاء - ولم يذكر القيام بواجب الفقر <الفقير؟؟>من الصبر، لأن الكلام كان موجها نحو الأغنياء من الناس الذين مثل لهم بمصارع عاد وثمود وفرعون- فـ ((لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ)) الذي مات أبواه، بإيوائه وإعطائه.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الفجر
18
((وَلَا تَحَاضُّونَ)) من الحض وهو الحث، أي لا يحث بعضكم بعضاً ((عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ))، أي الفقير الذي أسكنه فقره عن الحركة في الأمور.